أخبارأخبار عالميةتقنيةثقافة

خططٌ وبرامج تربوية لتعليمٍ مستقبليّ متطوّر وفاعل

مؤتمر التعليم الثالث "إرث زايد: خطوة الخمسين عاماً تبدأ الآن"

   

 

 

أبوظبي الإمارات العربية المتحدة 

سلام محمد 

عقدت كلّية التربية في جامعة زايد بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم في الإمارات العربية المتّحدة، ومؤسّسة الفكر العربي، مؤتمر التعليم الثالث تحت عنوان: “إرث زايد: خطوة الخمسين عاماً تبدأ الآن”، وذلك التزاماً منها بدعم التعليم في دولة الإمارات العربية المتّحدة ودول مجلس التعاون. ونظراً للقيود التي فرضتها جائحة كورونا، تمّ تنظيم المؤتمر وفق الصيغة الافتراضية.

واستهلّ المؤتمر فعالياته بكلمة من نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة والشباب رئيسة جامعة زايد ركّزت فيها على أهمّية التعليم الذي يزوّدنا بالمعرفة والمهارات اللّازمة كي نتميّز في عالمٍ متغيّر، ويساعدنا على توسيع أفقنا. وشدّدت على دعم جامعة زايد المتواصل لتطوير المؤسّسات التعليمية عالية الجودة، والأساتذة المحترفين، وتطلعها نحو بناء مجتمعٍ متسامح، يتحلّى بالمسؤولية المجتمعية.

ولفتت نورة الكعبي إلى سعي دولة الإمارات المستمرّ للتكيّف مع التغيّرات، لتكون شريكاً فاعلاً في إنتاج أفضل النماذج والنظم التعليمية في العالَم، وفي تطبيق الممارسات التعليمية المثلى، مؤكّدةً على أنّ التعليم في دولة الإمارات سيرتقي في الخمسين سنة المقبلة لإنتاج أجيالٍ للمستقبل، منفتحة ومرنة وفاعلة، تتمتّع بمواهب وقدرات فريدة.

 وأشارت إلى أنّه على غرار منصّات تبادل المعرفة الشبيهة بهذا المؤتمر، نصبح أكثر انفتاحاً على الإبداع، والابتكار، وحلّ المشكلات، والتفكير النقديّ، بما يضمن عمل المعلّمين الإماراتيّين جنباً إلى جنبٍ مع نظرائهم في أنحاء العالَم.

وأكّدت معالي وزيرة الدولة لشؤون التعليم العامّ جميلة المهيري أنّ التعليم أولوية منذ قيام الاتّحاد، نلمسها من خلال رؤية زايد لمجتمع متعلّم ومؤهّل للتنافسية العلَمية، وهو ما تمّ تحقيقه في دولتنا، وهذا يضعنا أمام مسؤوليات كبيرة للتطوير المستمرّ والنجاح. فنحن أمام مهمّة تصميم رؤية الخمسين سنة القادمة، والتفكير المستقبلي في شكل التعليم والمخرجات، وعلينا تأهيل الجيل الجديد لمتطلّبات الثورة الصناعية الرابعة. وأشارت المهيري إلى جملة عناوين سيتمّ العمل عليها لاحقاً هي: التعليم المتفرّد وإعادة تصميم النظام التعليمي، التركيز على المواطنة العالَمية والمفهوم الشامل لجودة الحياة، توفير بيئة تكنولوجية تدعم المنظومة التعليمية، تطوير مهارات المستقبل لتلبية متطلّبات سوق العمل. 

ثم ألقى المدير العامّ لمؤسّسة الفكر العربي الأستاذ الدكتور هنري العَويط كلمة، نوّه فيها بحسنِ اختيار هذا العنوان/الشعار، الموحي والمُحفّز، في هذه اللحظة التاريخية بالذّات. إذ يشهد العالَم بأسرهِ حاليّاً تحوّلاتٍ عميقة وغيرَ مسبوقة، سرّعتِ الثورة الصناعية الرابعة من وتيرتِها وإيقاعِها. وهي تستدعي أن يستنفرَ القِطاع التربوي بهيئاتِهِ كافّة، ويحشدَ كاملَ طاقاته وقواه، لمواجهة التحدّيات الجسيمة التي فرضتها.

وأكّد العَويط على الأهمّية التي توليها مؤسّسة الفكرِ العربي للتربية منذ إنشائها في العام 2000، إيماناً منها بدورها المحوري في عمليّة التنوير والتنمية والتطوير، التي تندرجُ في صميمِ رسالتها الفكرية والثقافية. وقد دأبت على إطلاق المبادرات والبرامج الرائدة، وإنتاج الأدوات المبتَكَرَة، للإسهامِ في تحديث أساليب التعلّمِ والتعليم بصورةٍ عامّة، وأساليبِ تعلّمِ اللّغةِ العربيّةِ وتعليمِها بصورةٍ خاصّة، منوّهاً بما حقّقته

 

 

 

 

مشاريع “عربي 21″ و”تربية 21” و”التطوير المستند إلى المدرسة- “تمام”، من إنجازاتٍ مضيئة على هذا الصعيد.

ودعا لإعادةِ النظرِ في دورِ المدرسةِ والمعلِّمِ والمتعلّم كي تنبعَ من رؤيةٍ تربويّةٍ مُلهَمَةٍ ومُلهِمَة، تُغلّبُ النظرةَ المستقبلية والبُعدَ الاستشرافي، وتُعمل في آنٍ معاً الخيالَ والتنبّؤ، بالتوازي مع التخطيطِ والاستراتيجيا. وعلى غرارِ مُدنِ المستقبل التي تنامت في الآونةِ الأخيرة الدعواتُ إلى إنشائها، اعتبر العَويط أنّ هذه الرؤية تحثّنا على بناءِ مدارسَ خضراء، ذكيّة، موصولة، وإبداعية، تُسهم أيضاً فعلياً في صناعة هذا المستقبل. كما دعا إلى صياغة تصوّرٍ تكاملي تتبنّاهُ جميع الجهات المعنيّة بالعملية التربوية، وتلتزم بتطبيقه، وفيه تأتلفُ النظرية والممارسة، ومن أجلِ تجسيدهِ يتعاونُ القطاعان العامّ والخاصّ، وفي سبيلِ إنجاحِهِ يتمّ التبادل والتفاعل بين الخبراتِ الدوليةِ والعربيةِ والوطنية.

ثم تحدّثت عميدة كلّية التربية الدكتورة رنا تميم فأكّدت أنّ الالتزام بتقديم تعليم عالي الجودة لطلّابنا، يمثّل تحدّياً في الوقت الحالي، مع ضرورة التأكّد من أنّنا نحقّق أقصى استفادة من خبرات المعلّمين والأكاديميين حول العالَم، بينما نتصوّر مستقبل التعليم ونُخطّط لما هو قادم.

بعدها عُقدت جلسة رئيسية تحت عنوان: “التعليم في الخمسين سنة القادمة”. وتلتها جلسات متوازية وورش عمل متخصّصة، ركّزت على القيادة التربوية في عصر الذكاء الاصطناعي، وإعداد المعلّمّين وتدريبهم، وظروف التعليم في ظلّ الجائحة. وقد شكّل المؤتمر منصّة للباحثين والقادة التربويّين، والمعلّمين، وأساتذة التعليم العالي، للتعاون وتبادل الخبرات واستكشاف ممارسات مُبتكرة لخلق بيئات تعلّم وتعليم ناجحة.

 

تجدر الإشارة إلى أنّ مؤتمر التعليم الأوّل عُقد تحت عنوان “إرث زايد: عقولٌ متّقدة لغدٍ أفضل” (2018)، فيما عُقد مؤتمر التعليم الثاني تحت عنوان: “إرث زايد: التعليم المُبتكر لرسم المستقبل” (2019).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى