أخبارتنمية

وزارة تنمية المجتمع تطلق مبادرة “اطمئنوا” لدعم أصحاب الهمم في الطوارئ والأزمات

5 برامج وحقائب تدريبية تراعي احتياجات الأسر ومتطلبات العاملين مع هذه الفئة

 

ناصر إسماعيل: “اطمئنوا” تعكس توجيهات القيادة بنشر الطمأنينة والإيجابية وتؤكد الاستجابة النوعية لدعم أصحاب الهمم

 

وفاء حمد بن سليمان: المبادرة تساعد الأمهات للتخلص من ضغوط العزل المنزلي لأبنائهن وتجاوز تحديات الروتين اليومي

 

 

دبي الإمارات العربية المتحدة 

سلام محمد

أطلقت وزارة تنمية المجتمع مبادرة “اطمئنوا” لدعم أصحاب الهمم وأولياء أمورهم والعاملين معهم، وتوعية المجتمع بآليات الاستجابة الدامجة لأصحاب الهمم في ظل الظروف الطارئة، والتي تحقق استجابة آمنة وسريعة لظروف ومتغيرات الواقع الاجتماعي.

وأكد سعادة ناصر إسماعيل الوكيل المساعد لشؤون الرعاية الاجتماعية بوزارة تنمية المجتمع، أن مبادرة “اطمئنوا” تعكس توجيهات القيادة بنشر الطمأنينة والإيجابية لدى المواطنين والمقيمين على أرض دولة الإمارات خلال الأزمة الراهنة التي يمر بها العالم، مشيراً إلى أن فئة أصحاب الهمم من بين الفئات المجتمعية التي اعتادت أن تحظى باهتمام حكومة الإمارات من أعلى مستوياتها، لذلك جاءت هذه المبادرة التي تعزز وتحقق الدعم المستدام لأصحاب الهمم في مختلف الظروف، بما يؤكد الاستجابة النوعية لاحتياجاتهم تبعاً لأنواع إعاقاتهم.

وقال سعادة ناصر إسماعيل إن مبادرة “اطمئنوا” تتكون من 5 برامج أساسية ذات أهداف ووسائل متعددة للاستجابة لمتطلبات أصحاب الهمم وأولياء أمورهم والعاملين معهم، بما يحقق مبدأ التوعية المجتمعية، في إطار مراعاة احتياجات أصحاب الهمم، لتمكين جميع الفئات المعنية من التواصل والتفاعل والمبادرة بتقديم الأفضل لأصحاب الهمم أينما كانوا، وذلك انطلاقاً من المسؤولية الوطنية والمجتمعية والتنموية التي تستند إلى هدف مشترك وهو إبقاء أصحاب الهمم في بيئة تفاعلية دامجة وداعمة لهم.

البرنامج الأول

من جانبها، أوضحت وفاء حمد بن سليمان مدير إدارة رعاية وتأهيل أصحاب الهمم، أن البرنامج الأول من مبادرة “اطمئنوا” عبارة عن “حقيبة الإسعافات النفسية المنزلية لدعم أصحاب الهمم وقت الأزمات”، والتي تعتبر أحد أركان هذه المبادرة على مستوى الدولة، بهدف التعريف بآثار حالات الأزمات على الأطفال أصحاب الهمم بمختلف إعاقاتهم، وفهم مسببات السلوك غير التكيفي الذي يظهر عند الأطفال في حالات الحجر المنزلي، وبالتالي تقديم رؤية شاملة لأولياء الأمور عن طرق التدخل والعلاج تبعاً لكل حالة على حدة.

وأكدت أن هذه الحقيبة تحتوي على مجموعة من المعالم التشخيصية التي يتسم بها الأطفال المتأثرين من الظروف الصعبة، لمساعدة الوالدين وأفراد الأسرة على كشفها، وبالتالي تحديد الأطفال الذين يحتاجون الى التدخل العلاجي سواء من قبل أولياء الامور أو المختصين، إضافة الى مجموعة من الأنشطة والتمارين التي من الممكن ممارستها في بيئة الطفل لمساعدته على التغلب على هذه التحديات.

ونوهت مدير إدارة رعاية وتأهيل أصحاب الهمم بأن حقيبة الاسعافات النفسية تمثل استجابة للمتغيرات النفسية التي يمر بها الأطفال في الأزمات مهما كانت طبيعتها، ويمكن تكييفها لمواجهة أية ضغوط قد يتعرض لها أصحاب الهمم خلال أية أزمات أو كوارث طبيعية أو صحية أو غيرها من التحديات والتغيرات المفاجئة التي تلقي بظلالها على حياة الأطفال، لمساعدتهم على إعادة التوازن في حياتهم والتكيف مع الظروف الطارئة.

البرنامج الثاني

أما الجزء الثاني من مبادرة “اطمئنوا” فقد تم تخصيصه لدعم الأطفال من ذوي الإعاقات الذهنية والتوحد في ظل الجائحة، وذلك عن طريق اطلاق مجموعة من القصص الاجتماعية الداعمة لهم في حالات الطوارئ والأزمات وأثناء العزل المنزلي، حيث تناسب هذه القصص المصورة والمبسطة هؤلاء الأطفال من أجل إيصال المعلومات لهم وقت الأزمات، والسلوكيات الوقائية المطلوبة منهم، كالنظافة الشخصية والوقاية من المخاطر، إضافة إلى أنها تحتوي على إجابات مبسطة بشكل قصصي مصور عن الكثير من التساؤلات التي تطرق مخيلات الأطفال، والتي قد تقود إذا لم يتم توضيحها لهم في الوقت المحدد، إلى تكوين مفاهيم مشوهة وغير دقيقة عن الجائحة. لذلك فإن هذه القصص تمثل فرصة لتوعية أصحاب الهمم بالجائحة وإدماجهم في المفاهيم التثقيفية والسلوكية المرتبطة فيها.

البرنامج الثالث

وأضافت وفاء بن سليمان أن الجزء الثالث من المبادرة هو برنامج تدريبي للكوادر العاملة مع أسر أصحاب الهمم من أجل مساعدتهم على إرشاد وتوعية أولياء الأمور حول آليات التخلص من الضغوط النفسية التي تواجههم خلال الأزمات وأثناء العزل المنزلي، موضحة أن مكوث الطلبة أصحاب الهمم لوقت طويل في منازلهم قد يخلق بعض السلوكيات غير التكيفية كالملل والعدوانية وعدم تنظيم الوقت والحركة المفرطة أو الانعزال، لذلك فإن هدف البرنامج التدريبي هو تمكين الكوادر النفسية والاجتماعية العاملة مع أصحاب الهمم من القدرة على الكشف عن هذه السلوكيات عن طريق مقاييس محددة وأسئلة توجه لأولياء الأمور، وملاحظات يقوم بها أولياء الأمور لسلوكيات الأطفال في المنزل، والتي بناء عليها يتم تقديم الإرشاد والتوجيه للأسرة بناء على هذه السلوكيات التي يواجهها الأطفال خلال العزل المنزلي أو الأزمات عموماً.

البرنامج الرابع

وتابعت أن لأولياء الأمور نصيباً من هذه المبادرة، وذلك من خلال محورها الرابع المتضمن برنامجاً للدعم النفسي لهم، لمساعدتهم على التخفيف من الضغوطات والتعامل الأمثل مع التحديات التي تواجه أبنائهم أثناء الحجر المنزلي، حيث أن قدرة الأمهات على تقديم الرعاية والتأهيل لأبنائهن من أصحاب الهمم تتطلب الراحة النفسية والصفاء الذهني، وهو ما ينعكس على المهارات المقدمة لأبنائهن في المنزل. لذلك فإن هذا البرنامج يأتي لدعم أولياء الأمور والأمهات على وجه التحديد من أجل رفع مستوى الصلابة النفسية في مواجهة الظروف الطارئة والقدرة على تقديم الدعم الملائم لأبنائهم خلال فترة العزل المنزلي.

وأكدت وفاء حمد بن سليمان أهمية هذا البرنامج التدريبي لكونه يساعد الأمهات على التخلص من الضغوط الناجمة عن العزل المنزلي لأبنائهن، حيث تبين من خلال الدراسة التي أجرتها الوزارة أن الأمهات يواجهن تحديات تتعلق بنظام الروتين اليومي خلال العزل المنزلي لأبنائهن من أصحاب الهمم، خاصة وأنه ظهرت مجموعة من السلوكيات غير التكيفية عند الطلبة في المنزل، والتي تشكل عنصراً ضاغطاً على الأم والأسرة بشكل عام.

وستقوم الاخصائيات في بداية البرنامج بتقييم مستوى الضغوط التي تتعرض لها الأمهات عن طريق أداة قياس مُعدة خصيصاً لهذا الغرض، وبعد استخراج النتائج من جميع الأمهات، سيتم تقديم برنامج إرشادي تدريبي للأمهات اللواتي تبين أن لديهن مستوى مرتفع من الضغوط، لمساعدتهم على التخفيف من حدة هذه الضغوطات، والتعايش مع حالة العزل المنزلي لأبنائهن أصحاب الهمم، ويتضمن البرنامج تقنيات التخلص من الضغوط، وإدارة الوقت، وحسن التصرف مع سلوكيات الأطفال، وكيفية قضاء الوقت في كل ما هو نافع، إضافة الى تمارين الاسترخاء، والتنفس، والتأمل، والتفريغ النفسي والانفعالي.

وفي إطار دعم أسر الطلبة أصحاب الهمم خلال فترة الدعم المنزلي، أوضحت مدير إدارة رعاية وتأهيل أصحاب الهمم أن الوزارة قد أعدّت دليل التعليم المنزلي للطلبة من ذوي الإعاقات الذهنية والتوحد، بهدف تزويد أولياء الأمور بمجموعة من الأهداف التربوية والتعليمية وآليات وطرق تعليم ومتابعة أبنائهم أصحاب الهمم أثناء فترة العزل المنزلي. ويحافظ الدليل على استمرارية تزويد الطلبة بالتعليم في المنازل بإشراك الوالدين وأفراد الأسرة في العملية التعليميه كأطراف فاعلين مع ابنائهم وبمتابعة أخصائيي إدارة رعاية وتأهيل أصحاب الهمم، لتحديد الأهداف المناسبة لكل طفل على حده وآليات تحقيقها.

وقالت إنه تم صياغة الدليل بشكل مبسط ووفق خطوات محددة وواضحة ووفق مبادئ تحليل السلوك التطبيقي المتبعة عالمياً لتسهيل اتباعها من قبل أولياء الامور وتحقيق النتائج التربوية المنشوده. ولعلل من المهم الإشارة إلى أهم المهارات التي احتواها الدليل وهي مهارات تطوير انتباه الأطفال، تعليم الانتظام، تطوير المهارات المعرفية، مهارات حركية كبيرة وصغيرة، مهارات لتطوير الجوانب الحسية، مهارات سلوكية، مهارات أجتماعية، ومهارات إدارة الذات وحسن التصرف.

البرنامج الخامس

أما الجزء الخامس والأخير من مبادرة “اطمئنوا” فهو عبارة عن جملة من البرامج التوعوية المجتمعية، الموجهة لأصحاب الهمم وأولياء أمورهم، وللمجتمع بشكل عام حول حالات الطوارئ، وخصوصاً تأثير جائحة كوفيد-19 على أصحاب الهمم، وسبل الدعم المقدمة لهم في أوقات الأزمات، حيث بدأت وزارة تنمية المجتمع بالفعل العمل على هذا البرنامج التوعوي منذ بداية الجائحة، وقد بثّت الكثير من المعلومات التوعوية والإرشادية عن سبل التعامل مع أصحاب الهمم وتعايشهم مع الجائحة، وسبل التعقيم تبعاً لكل إعاقة، وصيغ المعلومات الميسرة اللازم تقديمها لهم كلغة الإشارة للصم أو الترجمة النصية الفورية أو الوصف الصوتي للمكفوفين، أو الأسلوب المبسط للمعلومة من خلال القصص الاجتماعية للإعاقات الذهنية والتوحد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى