الشارقه الامارات العربيه المتحدة
متابعه سلام محمد
اغتناماً لأيام معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ37 أطلق الأرشيف الوطني كتابين من أهم إصداراته التي تؤرخ لدولة الإمارات العربية المتحدة، ولمنطقة الخليج العربي، هما (التدخل المشؤوم) و(حراس الشاطئ الذهبي) للمؤلف مايكل كوينتن مورتون شاهد العيان الذي عايش الأحداث الجليلة والتطورات التي تحولت بالإمارات المتصالحة بواقعها القبلي إلى دولة الإمارات العربية المتحدة بحاضرها المشرق، ويتتبع هذان الإصداران الواقع الاقتصادي والسياسي والبيئي في منطقة الإمارات منذ العصور الموغلة في القدم، ليقدما في كل فصل قصة شائقة جديرة بالقراءة.
وبذلك يقدم الكتابان صفحات جديدة ومعلومات مهمة تثري تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة، ومنطقة الخليج، وهي تقدم إضافة جديدة بأسلوب عذب إلى المكتبة العربية وإلى أوساط المثقفين المهتمين بتاريخ وتراث الإمارات.
(التدخل المشؤوم) في منصة الأرشيف الوطني في الشارقة للكتاب 2018
دشن الأرشيف الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة كتاب (التدخل المشؤوم) الذي -أصدره مؤخراً- بمنصته في معرض الشارقة الدولي للكتاب 2018م، ويصف الكتاب أعمال شركة الهند البريطانية للملاحة البخارية وتجارتها في منطقة الخليج العربي على مدار 120 عاماً، وكيف أسهمت في تطوير المنطقة.
لقد عرف العرب ظاهرة الرياح الموسمية منذ القدم، ونقلوا معارفهم إلى البحّارة في كل أصقاع الأرض، وأسست منظومة تجارية تمتد من إفريقية إلى الهند والشرق الأقصى، شملت تجاراً بضاعتهم تشتمل على مختلف السلع.
في منتصف القرن التاسع عشر كانت مراكب “الداو” الشراعية الصغرى تبحر في منتصف القرن التاسع عشر قرب السواحل لنقل بضائعها بين الموانئ المحلية وفي الخيران والأنهار أو عبر الخليج في حين كانت المراكب الكبرى تبحر في الخطوط البحرية الطويلة.
في 1830أوردت تحدثت صحيفة “لندن ريفيو” البريطانية عن عنصر جديد حل محل الرياح والمد، وكان ذلك العنصر هو المحرك البخاري الذي يسير البواخر التي تستطيع أن تحدد جداولها الزمنية بشكل مستقل عن الرياح والمد والجزر، وفي صيف 1839 ظهرت الباخرة “إي. إن. إس. هيولندسي” من الساحل المتصالح، في شاطئ رأس الخيمة حصرياً، وكان شكلها يبعث على الذعر، وزارت هذه الباخرة التي صُنعت من خشب الساج في بومباي إلى أماكن مثل: أم القيوين، والشارقة، ودبي، وأبوظبي.
ويسرد الكتاب تطور السفن البخارية وما كانت تقدمه من خدمات كالبريد. ومع ازدهار تجارة الخيول واللؤلؤ، والذرة والقطن في منطقة الخليج، جعلت البواخر التي تزور مسقط والكويت وبوشهر أسواق أوروبا والشرق الأقصى وأسواق الهند في متناول الخليج، وبالعكس. وكانت البواخر تحمل الركاب والبضائع، وقد أبعدت البواخر القوارب المحلية عن خط التجارة.
وينتقل الفصل الثاني من الكتاب إلى قناة السويس التي أعطت الأوربيين إمكانية أفضل للوصول إلى الخليج، ودورها في نقل الحجاج، ولم يكن بوسع الأسر التجارية أن تنافس شركات البواخر.
وتناول الفصل الثالث من الكتاب خدمات البواخر في الخليج، مشيراً إلى أنها تصدرت التجارة المتنامية فيه حتى غدت الصورة مزدهرة في الخليج العربي، وكان لزيارات البواخر البخارية إلى دبي تأثير كبير على صعيدي التجارة والسياسة؛ إذ أدخل مزيداً من المنافسة إلى الساحل في صورة بواخر بريطانية وأجنبية وزوار أوربيين أحياناً، وصار لتوسع مكانة دبي التجارية تأثير في عُمان التي كانت تعد نموذجاً مثالياً للموانئ، ويصف الكتاب وصول السفن البخارية إلى زنجبار التي كانت تحت سيطرة سلطان عربي حينذاك، وامتلأت أسواق جدة التي يستقطب ميناءها الحجاج كافة السلع التي كان يأتي بها الحجاج، وفتحت البواخر الحديثة آفاقاً جديدة أمام تجارة التمور بأنواعها.
ودار رابع فصول الكتاب حول أخطار البحر، وقد ركز هذا الفصل في العدوى حتى أنه أشار إلى أن السفن قد أصبحت ناقلات محتملة للمرض، ويوثق هذا الفصل عدداً من الأخطار التي كانت تواجهها البواخر في عرض البحر.
وينقل الفصل الخامس أصداء الحرب، إذ أثار اندلاع الحرب العالمية الأولى في أغسطس 2014 صدمة اقتصادية في الشرق الأوسط، واضطراباً غيّر المنطقة إلى الأبد.
ورصد الفصل السادس واقع الناس والتجارة في الخليج العربي؛ حيث صارت السفن البخارية تحلّ محلّ المراكب الشراعية، ويصف الكتاب أحوال المسافرين العرب على السفن الجديدة، والرسوم التي فرضها الحكام العرب حينذاك عليها.
ويصف الفصل السابع ما بلغته شركة الهند البريطانية للملاحة البخارية في الخليج العربي، وقد كانت بواخر هذه الشركة بعد الحرب مستهلَكةً ومنهَكَة، ويشير الكتاب إلى اختفاء هذه السفن ولكن ذكراها لا تزال باقية.
أنهى الكتاب فصوله بخاتمة وعدد من الخرائط التوضيحية، والجداول الخاصة بالسفن، وبقوائم شرح المصطلحات، الصور التاريخية والتوضيحية الخاصة بالسفن وطواقمها وموانئها.
الكتاب: التدخل المشؤوم (شركة الهند البريطانية للملاحة البخارية في الخليج العربي 1862-1982)
الناشر: الأرشيف الوطني، أبوظبي، 2018م، الطبعة الأولى، 301صفحة.
تأليف: مايكل كوينتين مورتون.
ترجمة: الأرشيف الوطني.