أخبارثقافة

التهرب من المسؤولية الادارية

طالب غلوم طالب . كاتب وشاعر اماراتي

دبي الإمارات العربية المتحدة

سلام محمد

 

يفرق البعض بين مفهوم المدير والقائد والاختلافات المحورية بين المصطلحين ، ولكن الجانب الذي نركز عليه هو تحمل المسئوليات وتحمل تبعات القرارات الإدارية التى يصدرها أي مدير عام   لأن من بديهيات القيادة الإدارية أن يكون المدير العام الرجل المسئول عن أي خطأ يقع في الجهة الإدارية التى يترأسها ، فنحاول هنا أن نحلل بعض السلوكيات الخاصة بالمديرين والمسئولين فى بيئة العمل والتي  يمكن تصنيفها ضمن السلوكيات الإدارية السلبية ، فيتعامل بعض المسئولين مع المنصب الاداري  عموماً   على أنها وجاهة اجتماعية واسم رنان (سعادة )  ولقاءات تلفزيونية وصور تزين صدور وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي  أو يضع له مكاتب وثيرة أو كرسي فخم يجلس عليه فى صدر كل اجتماع أو خطب أو كلمات رنانة فى الاجتماعات واللقاءات فى الحوارات مع الموظفين والمتعاملين .ووضع الشعارات الإدارية الجوفاء والتي  تشير إلى انجازات كبيرة والبدء فى تنفيذ أهداف جديدة إلى غير ذلك من الوعود التى تخدر  العقول ،  وتنبأ  بالتغيير القريب الجذري والهدف من هذه الوعود هو التستر المخطط  على التهرب من المسئولية الإدارية .

للأسف بدلا من أن يستخدم المسئول الإداري   خبراته  المعرفية  فى معالجة الأمور الإدارية داخل المنظمة   نجده يمارس أساليب متعددة للتهرب من مسئوليته الإدارية، والتقليل من  النتائج السلبية للقرار الإدارى الخاطئ الذي اتخذه ويرمي باللوم على أحد مرؤوسيه أو يضخم من النتائج السلبية الناتجة عن القرار الإدارى الخاطئ ويحولها على  دونه من المسؤولين بل الموظفين ليكونوا ضحاياه … أو يتصيد الاخطاء الادارية التافهة حتى يغطي على نتائج قراراته الخاطئة أو يعقد الاجتماعات المتواصلة لمناقشة مواضيع اخرى متعلقة بالقرارات …..، فهو بين هذا وذاك يسطر جملاً فى  أجمل العبارات ويستحضر  تشريعات وقوانين وأنظمة ولوائح لتعزيز موقفه ويتشدق بالنظريات الإدارية الحديثة والمعاصرة ليثبت أن أفضل طريقة لأداء المهمة هي     ألا يكون مسئولاً عنها .

فحينما يتهرب القائد الإداري- أو بالاحرى المدير الاداري –  من المسئولية الإدارية التي  هي  أساس وظيفته فى المؤسسة يتهاوى الالتزام ، وإن تهاوى الإلتزام تتفشى اللامبالاة لدى المسئول ولدى موظفي المؤسسة ، وبالتالى يضيع الإنجاز ، وإن ضاع الإنجاز يهدر الوقت والمال والجهود وهي  النتيجة الحتمية ـ ففي  بعض الجهات الحكومية نجد ” المسئوليات والمهام غير  الواضحة ” بمعنى مسئولية انجازها غير الواضح،  وبالتالي  يحدث عدم تحديد المسئوليات وتشتيتها فى بيئة العمل بناء  من قمة الهرم الوظيفي في الهيكل التنظيمى للمنظمة  حيث تنتقل هذه الصفة إلى أدنى الهرم الوظيفي .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى