أخبارأخبار عالميةثقافة

المطالبة بتأسيس متحف للمقتنين الإماراتيين على هامش معرض الإمارات للهوايات والمقتنيات الخاصة

دبي، الامارات العربية المتحدة

سلام محمد 

بحضور معالي الأديب محمد المر رئيس مجلس إدارة مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، وسعادة بلال البدور رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم وعدد كبير من عشاق الاقتناء وجمهور الذواقة عقدت أمس ندوة على هامش الدورة الثالثة لمعرض الإمارات للهوايات والمقتنيات الخاصة الذي تنظمه الندوة منذ عام 2018، حيث شارك في هذه الدورة 21 من أبناء الإمارات المهتمين بالتراث والاقتناء وجمع الأشياء القيمة المختلفة.

تحدث في الندوة ستة من المشاركين في المعرض وأدارها سعادة بلال البدور الذي رحب بالحضور وبمعالي محمد المر الذي تكرم بافتتاح المعرض الأسبوع الماضي وبالجنود المجهولين الذين شاركوا في الدورتين السابقتين، لكنهم آثروا عدم المشاركة في هذه الدورة لإفساح المجال لمشاركة الآخرين، كذلك أثنى البدور على رجال الصحافة والإعلام للجهد الذي يبذلونه في تغطية الفعاليات المختلفة التي تنظمها الندوة.

أشار البدور في تقديمه إلى أن فلسفة المعرض تنهض على تشجيع ثقافة الاقتناء ليس للأشياء الثمينة فحسب، وإنما لأية أشياء تشير إلى ثقافة المجتمع وذوقه، فقد شاهدنا في المعرض أشياء لم تخطر على البال، مثل (أكياس السكر) فخشينا على مقر الندوة من دبيب النمل، فوضعنا بجوارها جناح الملّاحات!

كذلك فوجئا بعشاق العلّافات والمفاتيح وقطع المغناطيس التي توضع على الثلاجات، وهناك من اهتم باقتناء قبعات الشعوب، ومن قام بجمع الأدوات القديمة التي كان يستخدمها الأطباء، فضلا عن دلال القهوة وأدوات صناعتها والأكواب الورقية. وأضاف البدور: هناك من انشغل باقتناء الأعداد الأولى من المجلات ونيجاتيف الأفلام وغيرها كثير، واختتم كلامه مطالبًا بضرورة تأسيس متحف للمقتنين يغدو مقصدًا للسياح، فالإمارات يقيم بها أناس يمثلون أكثر من 200 جنسية، علاوة على الملايين الذين يهبطون أرضها كل عام، وهذا المتحف سوف يهبهم المتعة والثقافة والفائدة، متذكرًا حلم المرحوم محمد مطر السويدي الذي ظل يجمع اللقى والقطع الأثرية التاريخية منذ الستينيات على أمل أن يؤسس متحفا باسمه، لكنه رحل دون أن يحقق حلمه.

أما محمد سيف المهيري فتحدث عن شغفه باقتناء التذكارات الرياضية من مختلف دول العالم مثل قمصان مشاهير اللاعبين وشعارات الأندية وتذكارات منتخب الإمارات الذي شارك في كأس العالم وكل ما يخص دورات الخليج في كرة القدم  ودورات آسيا وغيرها، بالإضافة على حصوله على ثلاث ميداليات أصلية لبطولة كأس العالم، وقد قام بتأسيس (متحف المهيري الرياضي) ليحفظ فيه هذه المقتنيات النادرة، وطالب بأن يكون لكل نادٍ متحف خاص به.

وقالت وفاء خالد المحيسن أنها بدأت في جمع أكياس السكر منذ عام 2005، مؤكدة أن على الإنسان ألا يستهين بأي شيء، وأنها استطاعت تعلم كلمة (سكر) بعدة لغات مختلفة نظرًا لتواصلها مع آخرين في دول أخرى تتبادل معهم هذه الأكياس، وطالبت بأن يتخصص المرء في اقتناء شيء واحد، حتى يعرف أسراره وخباياه بشكل أفضل.

وقال جمال السويدي الشغوف باقتناء دلال القهوة أنه تعلم حب اقتناء الأشياء التراثية من والده الذي كان أول تاجر قطع أثرية بالشارقة، حيث قام بتحويل بيته إلى متحف من خلال وضع القطع التراثية في كل غرفة وفي كل زاوية، ويعود عشقه إلى دلة القهوة بوصفها رمزا تراثيا لبلدهن وأنه فخور بأن نحو 30% مما يحتفظ به يعد ضمن القطع النادرة.

أما غاية عبدالله آل صالح فقد تحدثت عن افتتانها بجمع قطع المغناطيس، حيث ورثت هواية الالتفات للأشياء الصغيرة من أسرتها، فجدها ووالدتها وأختها والكل كان يعشق اقتناء الأقلام والأشياء المختلفة التي يصادفونها في سفرياتها إلى دول عديدة، في حين تحدث شقيقها ماجد عن اهتمامه باقتناء المفاتيح: مفتاح السيارة/ الأبواب/ الأدراج/ الثلاجات، مشيرا إلى أنه في كل رحلة خارج الدولة يحرص على اقتناء أشياء من البلدان التي يزورها.

(بدأت هواية الاقتناء عندما بلغت الثانية عشر مع تأسيس الاتحاد، حيث اهتممت في البداية بجمع الطوابع)، هكذا بدأ حسن أحمد بوصابر آل علي حديثه موضحًا أن المتحف الذي يمتلكه بالشارقة يضم المواد المحلية والاسطوانات والراديو القديم وساعات الحائط بأشكالها المختلفة والكاميرات القديمة، كما يشمل غرف مثل: قهوة شعبية ذات طابع تراثي عريق، وغرفة العروس التي تحمل ثيابها وأدواتها وزينتها، ودكان زمان وهو أول (بقالة)، ودكان (الحلاق) بأدواته القديمة، ودكان (المداوي) الذي يضم الأعشاب الطبية والأدوية القديمة التي كانت تستخدم في تخفيف الآلام ودكان (المواعين) وهي الأواني المنزلية من قدور وصحون وفناجين، ودكان (السياكل/ الدراجات) الذي كان يتهافت عليه الأطفال لتصليح دراجاتهم وغيره.

ثم تحدث معالي محمد المر قائلا: (أنا من الممسوسين بداء الاقتناء، أي أنني من قبيلتكم) موضحًا كيف شاهد في إحدى ضواحي ميونيخ متحفا مميزا ينقسم إلى قسمين: الأول أسسه رجل ثري مهووس باقتناء الأشياء المصنوعة من البورسلين مثل الصحون والأواني والتماثيل الصغيرة، أما القسم الثاني فأسسته مُدرّسة لا تملك سوى راتبها، ومع ذلك اهتمت باقتناء الآثار الدينية المسيحية الموجودة في العالم الثالث، فزارت مصر وفلسطين وسورية والفلبين والبرازيل وأثيوبيا، لتقتني الصلبان وتماثيل العذراء والسيد المسيح وغيره، فكان القسم الخاص بها لافتا ومميزا، لذا أرجو من أصحاب الدخول المحدودة أن يتخصصوا في اقتناء شيء واحد فقط، فيدرسونه بعناية ويختارون النادر والقيم منه، فليس كل قديم يمكن أن يكون ثمينا مميزا.

واقترح الفنان والخطاط الكبير خالد الجلاف أن تدعو الندوة في المعارض المقبلة أحد الجمّاعة من دول الخليج أو من دول العالم ليشارك بمقتنياته في المعرض، فعقب البدور أن هذه الفكرة قابلة للنقاش، وإن كان هدف المعرض هو تشجيع أبناء الوطن على تعزيز هذه الهواية.    

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى