أخبارأخبار عالميةثقافة

جائزة «العويس» تُكرِّم الفائزين في دورتها الـ 18

د.أنور قرقاش: الثقافة روح الحضارات

دبي الإمارات العربية المتحدة

سلام محمد 
احتضن فندق غراند حياة في دبي مساء أمس (الخميس) حفل توزيع جوائز مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، في دورتها الثامنة عشرة 2022 – 2023، وذلك بحضور الشيخ سالم بن خالد القاسمي وزير الثقافة والشباب، ود. أنور محمد قرقاش رئيس مجلس أمناء الجائزة، ومحمد المُر رئيس مجلس أمناء مكتبة محمد بن راشد، وجمهور من كبار المثقفين.
بدأ الحفل بفيلم حول المؤسسة، استعرض مسيرتها والدور البارز الذي لعبته منذ تأسيسها في تقدير وتكريم رواد الثقافة العربية، الذين منحوا حياتهم لنهضة الأمة العربية ورفعتها، حيث تكرمهم ترسيخاً للأمل المعقود عليهم وتعظيماً لشأنهم، وتشجيعاً لهم من أجل المضي قدماً في سبيل العمل الهادف والجاد للنهوض الفكري بهذه الأمة، كما عرَّف بمجالات الجائزة، وقيمتها، ونظام إدارتها والإشراف عليها، بالإضافة إلى الأنشطة الثقافية المتنوعة التي تقوم المؤسسة بتنظيمها، وعملية النشر التي رفَدَت بها المكتبة العربية.
وقال د. أنور محمد قرقاش، في افتتاح الحفل: «إننا نُكرم كوكبة جديدة من المبدعين الذين أثروا المشهد المعرفي والثقافي العربي، بأفكارهم وأعمالهم المتميزة، فلهم منا كل التقدير والتكريم»، مضيفاً أن «الثقافة هي الروح التي تزدهر بها الحضارات، وهي التي تعطي الشعوب هويتها وتميزها، وتعزز التفاهم والتواصل بين الناس، وتمهد الطريق للتعايش والانفتاح في عالم متنوع بثقافاته وإبداعاته، ولطالما كانت دولة الإمارات مؤمنة بأن الثقافة والإبداع طريق رئيسي من طرق التطور والتقدم، ولطالما كان المبدعون والمثقفون محل تقدير واحترام، ومن هنا كانت مؤسسة العويس الثقافية سباقة إلى تكريمهم، واليوم نرحب بالفائزين الذين تتشرف بهم جائزة العويس وترحب بهم دولة الإمارات»، مؤكدا أنهم دأبوا في المؤسسة على مواكبة النشاط الإبداعي العربي منطلقين من قيم راسخة في مجتمعنا، ومتوارثة من الآباء المؤسسين الذي رأوا في الثقافة عاملاً حيوياً لبناء المجتمع وتنميته، وفتح آفاق واسعة له من النهضة والتطور، مستذكراً مآثر الراحل سلطان بن علي العويس الذي قدم نموذجاً يُعتزّ به لرجل الأعمال المثقف، والمدرك لأهمية الثقافة والفكر وضرورة دعم المبدعين والمتميزين فكان قدوة ومثالاً لرجال الأعمال والقطاع الخاص ومحفزاً لهم على إثراء الحركة الثقافية والفكرية، مُشيراً إلى أنهم في مجلس الأمناء سيواصلون الحفاظ على المكاسب التي حققتها المؤسسة، التي تستمد حيويتها وموقعها من تجربة الإمارات الرائدة ونموذجها التنموي، الذي انتهجته القيادة الحكيمة والتي قدمت الكثير للثقافة والفكر على المستويين العربي والدولي.
تقرير
وقدمت د. ميساء الخواجة تقرير لجنة التحكيم، الذي خلص بعد المداولات والنقاش إلى الإعلان عن نتائج الجائزة.
حيث فاز في حقل الشعر حسن طِلِب من مصر، لفرادة تجربته وغزارتها وتنوعها، فهو يعيد صياغة العلاقة مع التراث الإنساني، بمشروع شعري متكامل ومتنام، يتسم بالتجريب ويمزج بين الشعرية والصوفية والرؤى الفلسفية، ويشتغل على توزيع القصيدة وفق نمط ذاتي يجمع بين الشكل البصري والقيمة الصوتية للحروف والكلمات، ومساءلة اللغة وتجريب إمكاناتها إلى الحد الأقصى، بحثاً عن قصيدة الإشراقات المُتفرّدة، واستثماراً للإيقاع بأشكاله المختلفة.
وفاز في حقل القصة والرواية والمسرحية أمين صالح من البحرين، لامتلاكه تجربة إبداعية مغايرة، تمثلت في ما كتب من قصص قصيرة ونصوص وأعمال أخرى، دلَّت على أنه متنوع الثقافة ومتعدد الاهتمامات، وتمتاز لغته بأنها تمزج بين السرد والشعر لتحقيق الانسجام المطلوب في هذا النوع من الكتابة الإبداعية، وغالباً ما يختار الجديد الغرائبي من أجل إدهاش المتلقي، ويحرص على ألا يقع في المكرور والمعاد، وقد أفاد من السريالية، ومن التقنيات السينمائية المتنوعة في مشروعه الإبداعي.
أما في حقل الدراسات الأدبية والنقد، فقد فاز عبد الله إبراهيم من العراق، الذي تتسم مؤلفاته بوضوح الرؤية المنهجية، والانشغال بموضوع السردية العربية ومنجزاتها وسياقاتها المتحولة، والاهتمام بالقضايا الثقافية، وإعادة تأمل العلاقة بين الشرق والغرب، ما أدى إلى توسيع دائرة الكتابة النقدية لديه، فغدت حفراً معرفياً وحضارياً يفكك المقولات والأطروحات والأنساق الثقافية والمفاهيم الفكرية السائدة، في نتاج مهم تنامى بدأب، وتمثَّل في تقديم مشروع نقدي متكامل.
فيما فاز في حقل الدراسات الإنسانية والمستقبلية عبد السلام بن عبد العالي من المغرب، وذلك لأنه من رواد المدرسة التفكيكية في الثقافة العربية، ويرى في الأدب والكتابة والترجمة مداخل مهمة للفلسفة، وتتميز أعماله بأسلوب سهل يقارب بين المتخصص وغير المتخصص، كما تتميّز أفكاره بالاتساق والتكامل والترابط، وكأنه يُشيّد بناءً متعدد الطبقات، وهو باحث غزير الإنتاج ممتد العطاء ويربط الفلسفة بالمجتمع ويناقش من خلالها قضايا التطوّر ومستجدات الواقع، وتمتاز أعماله الفكرية بالأصالة والاستمرارية.
 طريق
وفي كلمته باسم الفائزين، شكر د. عبد الله إبراهيم كل القائمين على هذه الجائزة، مضيفاً أنها شقَّت طريقها بقوة في المجتمع الثقافي العربي، وابتكرت لها هُويّة لا غبار عليها منذ انطلاق دورتها الأولى عام 1988م، وبقيت أمينة على التعبير عن الهدف الأسمى الذي أعلنته منذ البداية، وهو تشجيع الأدباء والكتاب والمفكرين والعلماء العرب وتكريمهم، اعتزازاً بدورهم في النهوض الفكري والعلمي بمجالات الثقافة والأدب والعلم في الوطن العربي.
وفي نهاية الحفل كرّم الشيخ سالم بن خالد القاسمي الفائزين بالجائزة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى