أخبارتنميةرياضة و صحة

وزارة تنمية المجتمع تعزز الصحة النفسية بحزمة مبادرات تنموية مستدامة

واكبت الاحتفال باليوم العالمي للصحة النفسية بإنجازات من أجل الجميع

 

موزة الأكرف: مبادرات نوعية تبنتها الوزارة مبكراً للتخفيف من تداعيات الجائحة

المجتمع: خط الدعم النفسي و”لا تشلون هم” لتوفير دعم معنوي ونفسي بلا حدود

الأسرة: “بوابة الاستشارات الأسرية الموحدة” وتآلف للاستشارات الأسرية لدعم الاستقرار

كبار المواطنين: “نحن أهلكم الهاتفية” تحقق تواصلاً مستداماً مع أكثر من 12 ألف شخص

الطفولة: “المنصة المجتمعية الصيفية” وفّرت 63 برنامجاً تفاعلياً واستقطبت 5688 مشاركاً

أصحاب الهمم: مبادرات ودراسات وفعاليات تُحقق التأهيل والمشاركة والتفاعل الإيجابي

دبي، الإمارات العربية المتحدة

سلام محمد

تعزز دولة الإمارات جهودها التنموية والمجتمعية، بتوجيه المزيد من الدعم للصحة النفسية لمختلف الفئات؛ لا سيما الأسرة وكبار المواطنين وأصحاب الهمم والفئات التي تضررت بشكل مباشر في ظل الظروف والمتغيرات التي فرضتها جائحة كورونا “كوفيد 19” على الجميع، والتي واكبتها وزارة تنمية المجتمع بإطلاق حزمة مبادرات تنموية مجتمعية مستدامة، ترفع منسوب الصحة النفسية لدى مختلف فئات المجتمع وبشكل مستدام.

وبهذه المناسبة قالت سعادة موزة الأكرف السويدي وكيل وزارة تنمية المجتمع إن “اليوم العالمي للصحة النفسية” الذي يصادف العاشر من أكتوبر، يأتي هذا العام في ظل العديد من التحديات المجتمعية والأسرية والشخصية التي فرضتها جائحة كورونا، ما يعزز الحاجة إلى مزيد من الاهتمام بالصحة النفسية، وتوفير مبادرات الدعم النفسي الاجتماعي المناسبة خلال الشهور والسنوات المقبلة، وذلك من خلال زيادة التركيز والاستثمار في برامج الصحة النفسية التي لا تقل أهمية عن مبادرات الدعم المادي والمعنوي الأخرى في المجتمع.

وأضافت سعادتها أن وزارة تنمية المجتمع اتخذت على عاتقها، مهمة توفير مبادرات مجتمعية وتنموية نوعية لمجاراة تداعيات الجائحة والتخفيف من آثارها، وذلك منذ مرحلة مبكرة من تفشي الفيروس، والتي عكست فيها مبدأ التماسك الأسري والتلاحم المجتمعي في مواجهة الظروف المستجدة، ما ساهم في تحقيق المزيد من الإسناد المعنوي والنفسي والمجتمعي للجهود الصحية والوقائية التي جسّدتها الفرق الوطنية الميدانية “جنود خط دفاعنا الأول”.

 

الجميع

ومبكراً أطلق البرنامج الوطني للسعادة وجودة الحياة خلال فترة الحجر المنزلي تحت مظلة الحملة الوطنية “الإمارات تتطوع” ومنصة “متطوعين.امارات” في وزارة تنمية المجتمع، الحملة الوطنية للدعم النفسي “لا تشلون هم”، التي استمرت 7 أسابيع بمشاركة أكثر من 60 طبيباً وخبيراً ومختصاً في علم النفس والدعم الاجتماعي، عملوا بشكل تطوعي لتقديم الدعم النفسي لأفراد المجتمع.

وحققت الحملة تفاعلاً مجتمعياً كبيراً من خلال مكوناتها باللغتين العربية والانجليزية، حيث اشتملت على أكثر من 60 ساعة من البث المباشر النفسي غطت مواضيع متنوعة منها الرعاية النفسية لكبار المواطنين، الرعاية النفسية للأطفال، الدعم النفسي للأمهات العاملات، وغيرها من المواضيع النفسية. كما تضمنت اشتملت الحملة على 16 جلسة مغلقة للدعم النفسي تم تخصيصها لفئات مختلفة مثل المتواجدين في الحجر الصحي والأمهات العاملات وطلاب الجامعات والمدارس وغيرهم، وشارك في هذه الجلسات المغلقة أكثر من 400 فرد من المجتمع. كما شملت الحملة الوطنية للدعم النفسي سلسلة من البرامج النفسية القصيرة امتدت لأكثر من 40 حلقة.

واستهدفت الحملة مختلف فئات المجتمع من آباء وأمهات وكبار المواطنين والشباب وخط الدفاع الأول والموظفين وغيرهم. وصنعت خلال الفترة الماضية محتوى غنياً بالمعلومات حول الصحة النفسية، تم توفيره بشكل دائم عبر قناة اليوتيوب الخاصة بالبرنامج الوطني للسعادة وجودة الحياة، لتحقق بذلك أكثر من مليون تفاعل وأكثر من 2.5 مليون مشاهدة، داخل الدولة وفي 30 دولة مختلفة حول العالم.

 

المجتمع

أما مبادرة “خط الدعم النفسي” فقد جاءت في إطار تعزيز الصحة النفسية في مواجهة تداعيات فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19″، عبر توسيع قنوات التواصل مع أفراد المجتمع بالاستفادة من نخبة المتطوعين المتخصصين في هذا المجال في دولة الإمارات. وهي تُعنى بتوفير الدعم النفسي والاستشارات المجتمعية للأفراد بالتعاون مع نخبة الخبراء والاستشاريين والمتخصصين في مجال الطب النفسي والمتطوعين، من خلال قناة تواصل هاتفية وإلكترونية تضمن للمستخدم تجربة فعالة تحافظ على خصوصيته وتشعره بالأمان وتوفر له النصح في مواجهة هذا التحدي العالمي، عبر الرقم المجاني والواتساب 800 – (HOPE) أي 800-4673.

وتلقى “خط الدعم النفسي” منذ إطلاق المبادرة خلال شهر مايو الماضي وحتى أواخر أغسطس الماضي، 740 اتصالاً من المواطنين والمقيمين على أرض الدولة، لحالات بحاجة إلى تقديم الدعم، والتي تعامل معها الخبراء المختصون والمتطوعون، حيث يقوم على تنفيذ المبادرة فريقان من المتطوعين الأول يضم 32 مختصاً، والثاني 38 متطوعاً متدرباً، الذين تعاملوا مع جميع الحالات الواردة.

 

الأسرة

ومع إطلاق الدفعة الخامسة من المسرعات الحكومية المعنية بتمكين وريادة المرأة في دولة الإمارات بالشراكة مع الاتحاد النسائي العام، وبتوجيهات من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، تم إطلاق منصة “بوابة الاستشارات الأسرية الموحدة” بالتعاون مع وزارة تنمية المجتمع و9 جهات اتحادية ومحلية، لتقديم الاستشارات الأسرية، تحت مظلة منصة مجانية موحّدة على مستوى الدولة، لتقديم الاستشارات الأسرية لجميع فئات المجتمع من قبل 46 مستشار أسري مختص.

وتعزز الوزارة الجهود الوطنية المجتمعية والتنموية لتحقيق الاستقرار والتماسك الأسري عبر مشاركتها في “بوابة الاستشارات الأسرية الموحدة” على مستوى الدولة، بما يُمكّن جميع الجهات المعنية من العمل على تحقيق واقع أجمل واستشراف مستقبل أفضل للتنمية الاجتماعية بدولة الإمارات، وهو ما يعكس حرص الوزارة على الانضمام إلى البوابة، وتقديم كامل خبراتها وتجاربها، في سياق تبادل المعرفة وتكامل الأدوار من أجل استقرار الأسرة وسعادة المجتمع.

وعززت وزارة تنمية المجتمع جهودها في مجال الدعم النفسي للأسرة والمجتمع من خلال مبادرة “تآلف” للاستشارات الأسرية، التي تبنتها الوزارة في ظل تداعيات “كوفيد 19” لتحقيق واقع “الأسرة المستقرة والمترابطة”، وتأكيد دعم وتمكين الأسرة وأفرادها، بإتاحة المجال لجميع المواطنين والمقيمين، للتواصل من خلال قنوات تفاعلية مجانية في متناول اليد، بما يسهّل تقديم الإرشاد الأسري والخدمات الاستشارية المجانية لطالبيها “عن بُعد”، سواء كان ذلك عبر الاتصال الهاتفي أو من خلال البريد الإلكتروني، إضافة إلى حلقات “تآلف لايف” التي يجري بثها أسبوعياً عبر انستغرام الوزارة، لجميع أفراد المجتمع من المواطنين والمقيمين في مختلف المجالات.

وقدمت الوزارة خلال النصف الأول من العام الجاري 2020، تزامناً مع جائحة كورونا وظروف التباعد الاجتماعي، ما يزيد على 282 استشارة أسرية، أكثر من 84% منها “عن بعد” من خلال الاتصال الهاتفي أو عبر البريد الإلكتروني، إضافة إلى عشرات الاستفسارات والاستشارات الواردة خلال حلقات “تآلف لايف” المباشرة عبر انستغرام أسبوعياً، والتي يتم الرد عليها مباشرة من قبل استشاريين ذوي خبرة واختصاص.

 

كبار المواطنين

وخلال الفترة الماضية عززت وزارة تنمية المجتمع التواصل والاتصال بكبار المواطنين، من خلال مبادرة “نحن أهلكم – الهاتفية” عن بعد، وفي إطار تقديم الدعم المعنوي اللازم لهم خلال الفترة الماضية من الحجر المنزلي بفعل جائحة كورونا “كوفيد 19″، والتي استندت إلى التواصل الهاتفي وتطبيقات الهاتف المرئية كبديل للزيارات الميدانية التي كانت مرتكزاً أساسياً للمبادرة قبل اتخاذ تدابير لمنع انتشار فيروس كورونا، حيث يسعى القائمون عليها من موظفي الوزارة والمتطوعين إلى خلق جو من الألفة مع كبار المواطنين في أماكن سكناهم، والاطمئنان على صحتهم النفسية والاجتماعية، والنظر إلى احتياجاتهم المنزلية، بما يعكس تقديم مبادرات الوزارة برؤية استباقية.

ومنذ مطلع العام الجاري وحتى نهاية أغسطس الماضي، أجرى 63 متطوعاً إلى جانب عدد من موظفي مراكز التنمية الاجتماعية التابعة لوزارة تنمية المجتمع على مستوى الدولة، 12,789 مكالمة مع كبار المواطنين على مستوى الدولة، ضمن مبادرة “نحن أهلكم – الهاتفية” عن بُعد، التي جاءت في إطار التواصل مع كبار المواطنين وتقديم الدعم المعنوي اللازم لهم.

 

الطفولة

وفي يونيو الماضي، أطلقت وزارة تنمية المجتمع “المنصة المجتمعية الصيفية” التي تضمنت 63 برنامجاً تفاعلياً عن بعد استقطبت 5688 مشاركاً على مدار 6 أسابيع بــ 6 محاور تنموية تخصصية، هي: المحور الزراعي، والمحور الصناعي، والمحور المجتمعي، والمحور الرياضي، ومحور إعادة التدوير، ومحور تحدي الخمسين. والتي استهدفت جميع أفراد الأسرة لا سيما الأطفال، إضافة إلى أصحاب الهمم من عمر 4 أعوام حتى مرحلة نهاية التعليم والتأهيل.

وواكبت المنصة المجتمعية الصيفية متطلبات الظروف الاستثنائية حيث وفرت للأطفال برامج تفاعلية نوعية بأسلوب تشاركي “عن بُعد”، وبما يعزز التباعد الاجتماعي حفاظاً على سلامة المشاركين. حيث أن فكرة هذه البرامج تتمحور حول سلة من المشاريع المبتكرة والتي يمكن من خلالها الاستفادة من أوقات الفراغ خلال فترة الإجازة الصيفية لجميع الفئات العمرية، بالتركيز على الطلبة وكبار المواطنين وأولياء الأمور وحتى الشباب والفتيات، وهو ما أتاح لكل أسرة الاختيار من بين مجموعة من المشاريع والمبادرات للدخول في منافسات، تحقق مردوداً نفسياً واجتماعياً ومعرفياً إيجابياً على الأسرة عموماً وعلى الأطفال خصوصاً الذين يحتاجون مزيداً من الرعاية النفسية والتفاعلية بحكم تداعيات جائحة كورونا.

 

أصحاب الهمم

وقدمت وزارة تنمية المجتمع دعماً نفسياً واجتماعياً وتأهيلياً نوعياً لأصحاب الهمم “عن بعد”، وقد وفرت للأشخاص من هذه الفئة ولذويهم المزيد من المبادرات الداعمة، والأدلّة التوجيهية التي تعزز وتساند جهود المعلمين وأولياء الأمور في التأهيل عن بعد، مثل “دليل التعليم المنزلي لذوي الإعاقات الذهنية والتوحد”، و”دليل التدخل عن بعد للأطفال ذوي الإعاقة والتأخر النمائي في مرحلة الطفولة المبكرة”. إضافة إلى برنامج متكامل لأولياء الأمور (حقيبة الإسعافات النفسية – اطمئنوا) لتخفيف الضغوط التي يواجهها أبناؤهم، إضافة إلى تدريب الكوادر التعليمية والعلاجية العاملة في مراكز أصحاب الهمم على أساسيات التعليم عن بعد لأصحاب الهمم، والتدخل المبكر عن بعد لأسر الأطفال ذوي الإعاقة والتأخر النمائي.

كما عملت إدارة رعاية وتأهيل أصحاب الهمم بوزارة تنمية المجتمع على إطلاق مجموعة مبادرات خلال الفترة الماضية، مثل: مبادرة “شكراً خط دفاعنا الأول”، ودليل التعليم المنزلي، وتطبيق “أسرتي معي” الذكي. وتمكنت الوزارة من إجراء دراسة شملت 1808 أشخاص من أصحاب الهمم وأولياء الأمور، لمعرفة تأثير “العزل المنزلي” على هذه الفئة. إضافة إلى فعاليات “أنا وأخي” وهي عبارة عن برامج وأنشطة صيفية، نفذتها الوزارة لأصحاب الهمم برؤية تطبيقية افتراضية عن بعد، حيث تتضمن مجموعة خيارات محفزة لدمج وتأهيل أصحاب الهمم، والتي تخاطب جميع الطلبة أصحاب الهمم عن بعد، كل حسب عمره واحتياجاته التعليمية والتأهيلية.

وشاركت الوزارة في ترجمة 31 إحاطة إعلامية بلغة الإشارة لدعم الوصول للمعلومات لأصحاب الهمم فئة الصم، وفي تنفيذ 4 دورات تدريبية للغة الإشارة، علاوة على إطلاق البرنامج الصيفي “أنا وأخي” عن بعد، بمبادرات نوعية تستهدف أصحاب الهمم وذويهم بما يدعم الصحة النفسية لديهم.

وواكب الوزارة دعم أصحاب الهمم نفسياً، بمشروع “مشاغل” للتأهيل والتشغيل المهني عن بُعد، حيث تمكن أصحاب الهمم الملتحقون فيه من إنجاز 8000 قطعة أساور الهمم، وتصنيع 195 من العلب، خلال الفترة الماضية من تفشي الفيروس. كما حقق أصحاب الهمم ابتكاراً جديداً وهو “ماسك الكمام”. وتعد هذه المنجزات التشغيلية من أهم المبادرات الهادفة إلى تعزيز الصحة النفسية الإيجابية بفكر الإنتاجية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى