الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري في الشارقة تنجح بتطبيق تكنولوجيا “التعلم عن بعد”
في ظل إثبات دولة الإمارات ريادتها بتأسيس نموذج رائد لمواجهة الأزمات
ويعود ذلك إلى الإدارة المتميزة والإيجابية التي تتماشى مع رؤية الإمارات بشكل عام في التطور التقني وأن البنية التحتية الصلبة التي تمتلكها الأكاديمية، والتي خطط لها بعناية لظروف المستقبل والتوقعات المبنية على خبرة علمية وعملية ساهمت في التكيف بسرعة مع هذا النظام
الشارقة الإمارات العربية المتحدة
سلام محمد
ضمن رؤيتها الاستراتيجية بأن تكون الأكاديمية الرائدة عالمياً في مجال التعليم البحري، تمكنت الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري في الشارقة من تطبيق منظومة التعلم عن بعد بنجاح في كلية النقل البحري، في تخصصي التعليم فيها، وهما تكنولوجيا النقل البحري وتكنولوجيا الهندسة البحرية. وتسهم منصة الأكاديمية الإلكترونية التفاعلية في تحقيق مجموعة من الأهداف؛ تتمثل في فتح الأبواب أمام الجميع لمواصلة التعلم، والاستفادة من الطاقات التعليمية المؤهلة، وتبني التقنيات الحديثة في العملية التعليمية. كما تم تدريب أعضاء هيئة التدريس على تقديم المحاضرات إلكترونياً، إضافة إلى توفير كافة الدعم اللازم للطلاب.
وبهذا الصدد أوضح الأستاذ الدكتور إسماعيل عبد الغفار إسماعيل فرج، رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، قائلاً: “تأتي مبادرتنا للتعليم عن بعد ضمن المسؤولية الجماعية التي يجب أن تكون شعاراً للمرحلة المقبلة لصون المكتسبات والإنجازات التي تحققت منذ بداية الأزمة؛ والمضي قدماً في جهود احتوائها والخروج منها ومواصلة مسيرة التنمية المستدامة بمختلف القطاعات. كما تعاملت دولة الإمارات باحترافية كبيرة في التعامل مع هذه الأزمة التي حرص خلالها الجميع منذ بدايتها على أداء دوره بأكمل وجه. فقد قمنا من جانبنا بتعزيز قنوات التعلم الذكي في الأكاديمية لضمان مواصلة أداء رسالتنا التعليمية بنفس الجودة التي نقدم بها تعليمنا التقليدي. وعليه، تمكنّا من تكثيف كافة جهودنا واستكمال استعداداتنا لتطبيق نظام التعلم عن بعد خلال فترة قياسية، وذلك لعزيز سلامة طلابنا وأعضاء الهيئة التدريسية، واستجابة لتعليمات الوقاية من أخطار فيروس كورونا”.
وأضاف عبدالغفار: “تحققت الاستفادة من النظام الجديد لكافة طلابنا من حيث توفير المحاضرات النظرية والتطبيقية والمختبرات عبر المنصات الإلكترونية والبرامج التخصصية، إضافة إلى توفير مصادر التعلم الإلكترونية وإعداد وتطوير المواد التعليمية. كما تم تشكيل فريق للدعم التقني والفني لتقديم الحلول والدعم لكافة العناصر. وهنا تجدر الإشارة على وجه خاص إلى الدور الحيوي الذي قام به أولياء الأمور في توفير بيئة تعليمية مناسبة لأبنائهم تعطيهم الخصوصية والقدرة على التركيز، على النحو الذي يكفل النجاح لمبادرة التعليم عن بعد، لتمثل مرحلة جديدة في تطور المنظومة التعليمية”.
ضمان كفاءة العملية التعليمية وسلاستها
من جهته صرح الدكتور هشام عفيفي، مستشار رئيس الأكاديمية والمسؤول عن فرع الأكاديمية في خور فكان، قائلاً: “نطمح إلى أن تكون الأكاديمية أحد أهم الركائز الأساس في بناء استراتيجية متكاملة لخلق قدرات اقتصادية جديدة في الإمارات والمنطقة العربية مستقلة عن قطاع النفط، وهنا يأتي قطاع التعليم كداعم رئيس لهذه الاستراتيجية، وبالأخص في القطاع البحري الذي يعد من أهم أركان اقتصاد الدولة المستدام في المستقبل، والذي يرتكز على الموقع الاستراتيجي للدولة في قلب طرق التجارة العالمية. بالإضافة إلى البنية التحتية البحرية المتطورة التي تمتلكها الإمارات، وأهلتها لاحتلال مرتبة الصدارة في العديد من مؤشرات التميز العالمية، كأفضل المراكز البحرية العالمية حسب العديد من التقارير الدولية.”
وأوضح عفيفي قائلا: “لذلك، تستعد الأكاديمية دوماً لمواجهة أي تحديات يمكن أن تؤثر على استمرارية التعليم، ومن ضمن تلك الاستعدادات نظام “التعلم عن بُعد” الذي يقدم المناهج والمساقات الدراسية لجميع الطلبة بطريقة تفاعلية تحاكي الواقع في الفصل الدراسي. على الرغم من وجود الطلبة عن بعد في منازلهم، وبذلك تم منحهم أفضل الفرص لتعليم جيد ومناسب عبر منصتنا الإلكترونية المعتمدة من وزارة التربية والتعليم، والتي توفر محتوى تعليمياً متكاملاً، وتدعم الحلول البديلة والمناسبة لاستمرارية العملية التعليمية”.
برامج تعليمية تفاعلية ونوعية
في ذات السياق، أشار الدكتور أحمد يوسف، نائب عميد كلية النقل البحري والتكنولوجيا بفرع الشارقة، قائلاً: “منذ بداية الأزمة، قمنا بالتواصل مع كافة الطلاب وأولياء الأمور، وأرسلنا لهم المعلومات الإرشادية حول استخدام النظام الجديد في إطار مضاعفة جهودنا لتوفير سلامة طلابنا وتأكيد جاھزيتھم للتعامل مع النظام. كما أكدنا على ضرورة حضور المحاضرات عبر الإنترنت في نفس الوقت المحدد وبشكل يومي، بحيث يتمكن الطلاب من الاشتراك مع زملائهم وأساتذتهم في محاضرات نقاشية عبر بيئة إلكترونية تفاعلية تضمن تحقيق أعلى مستويات جودة التعليم. فضلاً عن إتاحة ساعات إضافية من قبل المحاضرين للإجابة على أي تساؤلات أو استفسارات فور انتهاء المحاضرة. وفي حال لم يتمكن الطالب من حضور المحاضرة في الوقت المحدد لأي سبب من الأسباب، فيجرى عقب نھاية كل محاضرة تحميل التسجيل الكامل للمحتوى في المساق التعليمي الخاص بالطالب على منصتنا الإلكترونية، كما تم إرسال النسخ المطبوعة من الكتب المنهجية إلى الطلاب من خلال مراكز توزيع متفق عليها مسبقا”.
وأفاد يوسف قائلاً: “تتميز برامج التعليم الإلكتروني في الأكاديمية بالسلاسة في التعامل لتسهيل العملية التعليمية الإلكترونية وبشكل مبسط وسهل للجميع؛ بحيث تضمن هذه البرامج تقديم كافة المحاضرات التطبيقية والعملية بفاعلية وكفاءة عن طريق تدريبات عملية مثل أشغال خريطة الملاحة الساحلية، والملاحة الفلكية، وتصميم وبناء السفن، والهندسة البحرية، بالإضافة إلى فن البحر. كما تم إجراء اختبارات نهاية الفصل الدراسي الحالي عن بعد وباستخدام تقنيات المراقبة المتطورة للتأكد من النزاهة والشفافية، وبالتالي تحقيق مخرجات التعليم لكل مساق وكل برنامَج على أكمل وجه”.
وتوفر كُلْيَة النقل البحري حالياً تخصصين رئيسيْن، هما: تكنولوجيا النقل البحري الذي يحتوي على تخصصين فرعيين؛ وهما عمليات الموانئ والعمليات البحرية الداعمة “Offshore Operations” وبالتالي سيتأهل الخريجون للحصول على درجة البكالوريوس بالإضافة إلى منحهم شهادات ضابط ثان. أما التخصص الرئيس الثاني فهو قسم تكنولوجيا الهندسة البحرية، ويحصل الخريج على درجة بكالوريوس في تكنولوجيا الهندسة البحرية بالإضافة إلى شهادة مهندس ثالث بحري، وكلا التخصصين يؤهلان الطلاب للعمل على السفن التجارية وسفن الإمداد والخدمات البترولية بالإضافة إلى الخبرة اللازمة للعمل في كافة المؤسسات البحرية .