مبادرة “القلب الذهبي” تعالج 50 طفلاً مريضا بالقلب حول العالم
انطلقت من أبوظبي تقديرا للجهود الانسانية ليوسف علي
أبوظبي الإمارات العربية المتحدة
سلام محمد
أعلنت اللجنة المنظمة لمبادرة “القلب الذهبي” الانسانية التي انطلقت من أبوظبي، انجاز هدفها الخيري، باجراء عمليات جراحية قلبية ناجحة لـ50 طفلا بدول عربية وآسيوية وأفريقية، منها مصر وتونس وليبيا.
وأكدت اللجنة شفاء الاطفال المشمولين بالمبادرة من تشوهات قلبية معقدة، وتحسن حالتهم الصحية بصورة كاملة.
أطلق المبادرة الدكتور شمشير فاياليل، المؤسس ورئيس مجلس إدارة مجموعة برجيل القابضة بالإمارات، المتخصصة في الرعاية الصحية، لتحسين حياة 50 طفلا من الذين ولدوا بتشوهات قلبية في دول الصراعات والمناطق المحرومة.
وانطلقت المبادرة بداية شهر يناير الماضي، لاجراء عمليات جراحية مجانية لتصحيح تشوهات القلب للأطفال المصابين بأمراض القلب الخلقية المعقدة، وتأتي المبادرة تقديرا للجهود الانسانية لرجل الاعمال يوسف علي بالإمارات.
وركزت المبادرة على الأطفال بمناطق النزاع والمناطق المحرومة بالعالم، وتم إجراء العمليات خلال 3 أشهر على يد نخبة من الاطباء في مستشفيات عامة وخاصة في تونس ومصر والهند، إضافة إلى السنغال وليبيا.
وفرضت قيود السفر تحديات على جلب الأطفال من مناطق النزاع إلى المستشفيات في الإمارات لإجراء العمليات الجراحية، وفي الهند، تعاونت المبادرة مع الإدارات الحكومية لاجراء العمليات الجراحية والتي لا تغطيها النفقات الحكومية.
وذكرت لجنة المبادرة أن الأطفال المستفيدين كانوا يعانون من تضيق الصمام الأبهر، وهي حالة يضيق فيها الصمام ما يعطل التدفق الطبيعي للدم، و”رباعية فالو”، وهي حالة تؤثر على تدفق الدم الطبيعي عبر القلب، وعيب القناة الأذينية البطينية، وهو عيب يحدث فيه ثقب في الجدار يفصل بين حجرات القلب ما يسبب مشاكل في صمامات القلب.
وقال الدكتور شمشير فاياليل: يسعدنا أن نرى هؤلاء الأطفال يبدأون خطوات صغيرة نحو حياتهم الصحية من خلال مبادرة القلب الذهبي، وعندما أطلقنا المبادرة لاقت استجابة جيدة من كافة الجهات، ولم يكن تنفيذ هذه المهمة سهلاً، حيث عمل أطباؤنا على علاج الاطفال، ولم تكن المبادرة لتنجح لولا عملهم الجاد والعائلات التي وثقت بنا، ونأمل أن يلهم هذا التكريم ليوسف علي هؤلاء الصغار لتحقيق أحلامهم الكبيرة”.
وقال الدكتور طارق علي الحسن، جراح القلب الشهير الذي ترأس مجلس التقييم الطبي للمبادرة: نشعر بالفخر لدعم هؤلاء الأطفال في وقت حاجتهم بعلاج عالمي المستوى، وبعد الإعلان عن المبادرة، تلقينا طلبات عديدة من مختلف أنحاء العالم ومراجعة كل سجل طبي بدقة ووضع قائمة مختصرة للمرشحين بناءً على خطورة حالتهم والمبادئ التوجيهية للمبادرة”، وأضاف: “في وقت لاحق، قمنا بجمع خبراء عالميين في هذا المجال لإجراء العمليات الجراحية، واتخاذ الترتيبات اللازمة لتخفيف تحديات النقل، كل ذلك خلال ثلاثة أشهر، وهو ما نعتبره إنجازا كبيرا”.
وتعتبر مبادرة القلب الذهبي فرصة فريدة لهؤلاء الأطفال لتحقيق حلمهم في عيش حياة مثمرة، والذين لم يتمكن معظمهم من إجراء العملية الجراحية في وقت سابق لعدة أسباب مثل التكلفة العالية ونقص المرافق المناسبة، وأعرب أسر هؤلاء الأطفال عن امتنانهم وشكرهم لمنظمي المبادرة والدعم الذي غيّر حياتهم.
وشملت المبادرة الطفل حمزة إسلام، البالغ من العمر سنتين ونصف من مصر، وكان يعاني من تضيق الصمامات، وصعوبات في التنفس والأكل، وكانت هذه الأعراض بسبب ثقب كبير بين البطينين، ما أدى إلى تمدد البطين الأيسر وأثر على الصمام التاجي بشكل كبير، ومن خلال جراحة عالية الدقة، نجح الأطباء في علاج الثقب الموجود بين البطينين واستعادة الصمام التاجي.
أما ليال من الهند، البالغة من العمر ثماني سنوات، كانت تعاني من عيب الحاجز البطيني، وهو عيب خلقي بسبب ثقب في الجدار الذي يفصل بين غرفتي القلب، ومتلازمة فاكترل، بالإضافة إلى ذلك، كانت تعاني من مشاكل متعددة مثل رتق الشرج ومشاكل في العمود الفقري، وارتفاع ضغط الدم في الشريان الرئوي، ونجع الأطباء في شفائها.
في كل عام، يولد أكثر من مليون طفل مصابين بأمراض القلب الخُلقية على مستوى العالم، ونسبة ضئيلة منهم يتلقون العلاج، وتهدف مبادرة القلب الذهبي أيضًا إلى خلق الوعي بهذه الاصابات.