المشاركات في مسابقة الشيخة فاطمة للقرآن : هذه التظاهرة القرآنية والروحانية يزينها الترحاب وكرم الضيافة
الشيخ الطاروطي: شرف لي المشاركة كعضو تحكيم بأهم المسابقات القرآنية الدولية بجائزة دبي
وتنافس 6 متسابقات للفوز بالمراكز الأولى في اليوم السادس لمسابقة الشيخة فاطمة بنت مبارك
دبى الامارات العربيه المتحدة
متابعه سلام محمد
تواصلت فعاليات مسابقة الشيخة فاطمة بنت مبارك الدولية للقرآن الكريم ليومها السادس والتي تقام في قاعة ندوة الثقافة والعلوم بدبي بحضور المستشار إبراهيم محمد بو ملحه، مستشار صاحب السمو حاكم دبي للشؤون الثقافية والإنسانية رئيس اللجنة المنظمة لجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم، وأعضاء اللجنة المنظمة، وضيوف المسابقة، وعدد من المسؤولين، ومسؤولي وطلاب مركز بلال بن رباح لتحفيظ القرآن الكريم بدبي، وأولياء أمور المتسابقات، وجمع من الحضور المهتمين والمتابعين لفعاليات المسابقة القرآنية.
وقد تقدم أمام لجنة التحكيم اليوم في جلستي المسابقة الصباحية والمسائية 6 متسابقات تميزين بأداء قوي وأصوات ندية، وهن هديل بنت فتحي بن جماعة من تونس وتحفظ برواية قالون عن نافع، أما المتسابقات الخمس الأخريات فتحفظن برواية حفص عن عاصم وهن: عاشورة أما لالنغا من تنزانيا، زينب صلاد آدم من فنلندا، نادية جاسم علي الكندري من الكويت، رحمة نشموي من رواندا، وأساناتو بامبا من مالي.
فيما تتنافس غدا الأحد سابع أيام المسابقة القرآنية 6 متسابقات وهن سكينة لمغازي من المغرب وتحفظ بأحكام التجويد برواية ورش عن نافع، فيما تحفظ الخمس متسابقات الأخريات برواية حفص عن عاصم كل من صفورية عبدالرحيم قاضي من أفغانستان، زهرة رسول خليلي ثمرين من إيران، استقامة سالمين رانا ويكارتا من إندونيسيا، ميمونة لو من السنغال، عائشة كمارا من غينيا كوناكري، وقد أعربت المتسابقات عن غبطتهن وسعادتهن بالتواجد في هذه المسابقة القرآنية التي تعد من أهم المسابقات القرآنية التي تعنى بحافظات كتاب الله وأنها من أهم المسابقات القرآنية على مستوى العالم، وأن مشاركتهن في المسابقة شرف كبير لهن وهذا توفيق من الله تعالى وحرصهن على تمثيل بلادهن تمثيلا مشرفا.
وأشاد فضيلة الشيخ عبدالفتاح الطاروطي من مصر عضو لجنة تحكيم المسابقة بقوة وتميز المسابقة الدولية من حيث التنظيم والإعداد والجوائز الكبيرة المتميزة والمشجعة والمحفزة والخدمات ووسائل الراحة والترفيه والترحاب والجهود المقدمين من رئيس وأعضاء اللجنة المنظمة والتي حققت نجاح وتفوق وتميز المسابقة، وقال فضيلته: إن لي الشرف في المشاركة كعضو في تحكيم هذه المسابقة القرآنية المباركة الأقوى عالميا التي تنظمها جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم لما نلاحظه من مشاركة كبيرة من أنحاء العالم في مسابقة الشيخة فاطمة بنت مبارك الدولية للقرآن الكريم بتواجد أقوى المتسابقات المتمكنات حافظات كتاب الله والمرشحات من بلادهن، في حين يتم إجراء تصفيات داخلية بمقر إقامة المشاركات في المسابقة لضمان صعود المتسابقة المتمكنة من الحفظ إلى منصة المسابقة، مما جعل المنافسة شديدة والسباق قويا منذ الأيام الأولى للمسابقة التي تتميز بجودة الأداء وثقة المتسابقات في أنفسهن وجمال الأصوات وحرصهن على تمثيل بلادهن شكل مشرف.
وأضاف فضيلة الشيخ الطاروطي: تأتي الدورة الثالثة لمسابقة الشيخة فاطمة بنت مبارك أم الإمارات حفظها الله هذا العام بتميزها كونها “دورة زايد الخير” طيب الله ثراه وفي عام زايد فبلا شك أن استشعار خيرية حكيم العرب المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله في هذه المسابقة المباركة يعطيها جمالا إلى جمالها ونجاحا مبهرا، ومقدما فضيلته شكره إلى اللجنة المنظمة التي تقدم كافة التسهيلات والخدمات لراحة أعضاء لجان التحكيم والمتسابقات وحافظات كتاب الله، وقال إن الشهرة العالمية التي وصلت إليها الجائزة وقيمة الجوائز التي تحصل عليها الفائزات، تحفز وتشجع المتسابقات والدول المشاركة على التنافس وإرسال أفضل حافظاتها للمشاركة في هذه الجائزة المباركة، مشيراً إلى أن جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم استثنائية في كافة تفاصليها ودائماً يلاحظ المتابع لدوراتها تطوراً مستمراً في فعالياتها وتفاصيلها، متمنياً التوفيق والنجاح للجميع في هذه المسابقة والتقدم والنجاح دائما في الدورات المقبلة.
وقالت المتسابقة هديل بنت فتحي بن جماعة من تونس، بنت السابعة عشر، والتي تحضر لاجتياز مرحلة الثانوية العامة: “إنّ الفضل يرجع بعد الله سبحانه وتعالى لوالدي الذي كان يشجعني على حفظ القرآن الكريم، وكان حريصًا على تحفيظي السور المنجيات، فكنت كلما أحفظ سورة يحضر لي هدية، كانت وقتها تحفّزني على الحفظ أكثر، لكني بعدما حفظت السور المنجيات، بدأت أحسّ بلذة الحفظ، وبخاصة لما سجّلني والدي في جمعية لتحفيظ القرآن الكريم، فكانت محفظتي حريصة على تحفيظي وتثبيتي لما أحفظ، من خلال الاختبارات الدورية، إضافة إلى الجانب التربوي الذي كنت أتلقّاه هناك وما يقتضي لحافظ القرآن أن يتّصف به من خصال وخلال”، وأضافت: “لما سجّلت بالجمعية كنت ضمن مجموعة حافظة لربع القرآن الكريم، فيما كنت أنا لا أحفظ سوى السور المنجيات مع سورة الكهف ومريم، وقد صادف التحاقي بهن احتفالهن بإكمالهن لحفظ ربع القرآن الكريم، ولعل من حسنات المصادفات بل هي تقديرات رب العالمين، أنه احتفل بي معهن بانتمائي لمجموعتهن رغم أني لم أكن أحفظ ما يحفظن، ومنذ تلك اللحظة قررت وعزمت على الالتحاق بهن في أسرع وقت ممكن، وفعلا أكملت حفظ ربع القرآن الكريم في ثلاثة أشهر، ثم سبقتهن، بأن أكملت حفظ القرآن الكريم كاملا قبلهن، لا سيما أن نظام الجمعية وبرنامجها يقتضي ختم الملتحقة بحلقاتها خلال ست سنوات، لكني ختمت حفظه في ثلاث سنوات فقط. ربما لأني كنت أصغر من في حلقتي من جهة، وربما لأنه كان لدي وقت فراغ أكبر، بل هي من رحمات ربي وفضله علي، فقد بدأت الحفظ وعمري ثلاثة عشر سنة وختمته بعمر السادسة عشر، وإخوتي لا يحفظون، وها أنا أشارك الآن في مسابقة دولية كبيرة، يشهد لها القريب والبعيد، شاركت في مسابقة إيران إلا أن الفرق الذي لمسته كان واضحا فعدد المشاركات أكبر، والتنافس أشد، والتنظيم أكثر دقة. ولا يسعني من موقعي هذا إلا أن أتقدم بالشكر لكل القائمين على الجائزة وهذه المسابقة من الذين سمحوا لي ولغيري من الحافظات بالمشاركة في هذه المسابقة العالمية”.
فيما قالت نادية جاسم علي حسين أحمد من الكويت، خريجة كلية الهندسة والبترول، إنها بدأت حفظ القرآن الكريم بسن التاسعة، وختمته بسن السابعة عشر، شجّعها والداها على حفظ القرآن الكريم رغم أنهما لا يحفظانه كاملا إلا أنهما كانا حريصين على حفظها له هي وأختاها الصغيرتان، رُشّحت من مركز الارتقاء في الكويت، وهو المركز المتخصّص في المسابقات الدولية، وهذه ثاني مشاركة دولية للحافظة بعد مسابقة المملكة الهاشمية الأردنية، ولعلّالميزة في هذه المسابقة دون غيرها كونها تُجرى على الملأ وبحضور الجمهور كما أنها تُبثّ مباشرة على الهواء، ما يخلق جوّا من التنافس مختلفًا، ثم قالت: “إنّ حفظ القرآن الكريم ساعدني في تغيير مجرى حياتي، وكان مصدرًا للبركة في وقتي وعملي، لذلك أنصح البنات بالانضمام لحلقات التحفيظ من أجل تجويد الحفظ، وتثبيته أفضل. أسأل الله التوفيق لي ولغيري من المتسابقات، اللواتي تميّزن بقراءات رائعة وأداء رائع، وسعدت بالتعرف عليهن”.
أمّا ممثلة فنلندا زينب صلاد آدم ذات الأصول الصومالية، فقالت: إنها من أسرة حافظة، ولدت في فنلندا ثم انتقلت للعيش فترة في الصومال، حفظت خلالها القرآن وتعلمت اللغة العربية، ثم عادت من جديد لفنلندا، ولعل كون والدها محفظا للقرآن الكريم هو ما ثبّتها على الحفظ أكثر، وساعدها على تجويد قراءتها، ومشاركتها في هذه المسابقة التي تعدّ المسابقة الثانية التي تشارك فيها بعد مسابقة كرواتيا، وعن حفظها للقرآن الكريم قالت: “إنّ البداية كانت صعبة، لكني لما تعلّمت مخارج الحروف، وأحكام التجويد سهلت عملية الحفظ عليّ، فالشكر لوالدي، ثمّ للمنظّمين والقائمين على هذه المسابقة على بذلوه ويبذلونه، لتظهر هذه المسابقة بهذه الصورة الرائعة”.
وفي ختام جلسة المسابقة تم السحب على جوائز مالية وعينية يوميا مقدمة من اللجنة المنظمة لجائزة دبي الدولية كهدايا إلى الجمهور المتابع لفعاليات الدورة الثالثة لمسابقة الشيخة فاطمة بنت مبارك الدولية للقرآن الكريم.